
عقبات نتخطاها بأيادي " بيضاء "
بقلم : ضحى العمري
زحمة الأيام ، ضجيج الشوارع ، آهات المظلمومين ، صرخات عالية تدوي قي كل بيت مضيء ليلا ، ظلمة الليل، جميعها معاني مزعجة ،فمن منا عاشها ؟!! .
قصة واقعية تظهر معاناة الشابة سلمى منذ صغرها كانت تشعر بالوحدة بين عائلتها، أب منهمك بالعمل و أم تمضي وقتها خارج البيت مع صديقاتها وتترك أعباء المنزل لسلمى ،و أخوة كل منهم منشغل بذاته، أما هي تذهب للنوم ليلا وتحتضن دميتها لتشعر بالقليل من الامان .
" لا مبالاة "
ذات يوم مرير أخبروها أنها ستعاني كوالدتها في مرضها "الروماتيزم" ، في عمر الزهور أصبحت تتلقى الدواء لتصارع المرض المزمن !! عندها زاد حقدها على والدتها !! .
باتت لا تكتثر بأحد ، تغضب الله بأفعالها و عائلتها و تتلقى التوبيخ و الكلمات الجارحة و العقاب الدائم لكن بدون جدوى فهي لا تسمع لنصائح أحد .
" بصيص " أمل
في يوم جميل صادفت من هو فعلا يراها طفلة بريئة، ليس كما يراها من حولها ، أنها لا تنفع بشيء و تفشل بكل ما تفعل، فأخذ بيدها و أخرجها
من الظلمات الى النور، جعلها أقرب الى الله بعيدة عن وسواس الشيطان ذات أخلاق حسنة ، و جعلها ترى الحياة بشكل آخر بتفاؤل و حب.
صاعقة " مدمرة "
قرر والديها السفر الى مدينة أخرى ،حاولت أن تبقى لكي لا تبتعد عن أملها الذي ساعدها ، لكن لم تستطع فذهبت و لم تبقى علاقتهما ، و بتأثير جديد و بعد الفراق عادت يائسة الحال، رافقت رفاق السوء و ساءت أخلاقها !!.
مستقبل جميل
عاد منقذها و طلب يدها للزواج و أكملت دراستها الجامعية ، كان مسامحا لما فعلت أخذ بيدها لعالم أجمل عالم أنقى و غمرها بالحنان و جعلها مثابرة في دراستها ، لتحقيق هدفها وبناء شخصيتها، و أصبحت مستقلة قوية تواجه من حولها .
المصالحة مع "النفس"
أصبحت سلمى فتاة مسالمة بعد الأمان الذي لاقته مع زوجها ، تصالحت مع ذاتها و مع عائلتها، لاقتهم بحب و ود كبيرين فرضى الوالدين بعد رضا الله –سبحانه و تعالى- .
مسؤوليات " جديدة "
بعد الزواج وقع على عاتقها مسؤوليات جديدة اضافة الى دراستها الجامعية أصبحت منهمكة بالضغوط و تعيش توترا آخر بسبب نقد عائلتها المتكرر لها..! ، لكنها بالرغم من ذلك هي "سعيدة" .
آثار طفولتها "خوف و قلق"
سلمى تتمنى أن تنجب طفلا يضيف لذة خاصة لحياتها و زوجها ، لكن بعد ما عاشت من صعوبات ، جعلت لديها مخاوف من أن تنجب طفلا، لكي لا تخطأ في تربيته و هل سيحبها أم لا؟! هل ستكون أما جيدة أم فاشلة ؟! ، تساؤلات مريرة تزعجها .
أمنيات
تسعى سلمى لتحقيق ذاتها بأن تنهي دراستها و تعمل في مجال دراستها "الصحافة" و تتمنى أن تتمكن من ايصال رسالتها للجماهير من خلالها، و توعية العائلة العربية بزيادة الاهتمام بأطفالهم و تربيتهم تربية سليمة غرز القيم الأخلاقية الحسنة و تقديم الاهتمام و الرعاية لهم فهم فلذات أكبادهم .
سلمى عاشت الصعاب و مرت بأزمات عديدة لكن بيد بيضاء تخطت الصعاب و العقبات و جعلت من نفسها فتاة جيدة صالحة الأخلاق ،تساند زوجها الذي جاء تاركا بلدته و عائلته من أجلها ،و تخطت حقدها لعائلتها ، أصبحت وفية خالصة النية لله تعالى .



معاناة سن المراهقة
عاشت طفولة مرة ، لكن مراهقتها كانت أشد ايلاما ، كبرت و تأثرت بمن حولها ،اكتسبت أفكار سيئة و بدأت تتخبط هنا و هناك لا تدري ماذا تفعل ، قدمت لها صديقتها السجائر ! تعودت عليها و أدمنت ، و بدأت تصادف كل من هي سيئة الأخلاق و تتأثر بها لكي تفرغ كبتها و ألمها ، أصبحت تفعل كل ما هو يضر بنفسها فقط عنادا و كأنها تعاقب عائلتها !!.