
هوس “السيلفي” وإدمانه
اعداد : سميه أحمد، ندى عصا
هل تستطيع الأكل قبل السيلفي؟ أم التسوق بدون السيلفي ولا ننسى النوم أيضا؟ مرتبط بالسيلفي!
تكاد لا تخلو الأيدي من “السيلفي” Selfie، فأينما نذهب نشاهد مجموعة تلتقط لنفسها صورة، وآخر في السيارة وأثناء قيادته، تصاحبه صورة “ السيلفي”، أصبح “السيلفي” في المدرسة أو الجامعات والمجمعات التجاري، وأي مناسبة والجدير بالذكر حتى وأن لم تكن هناك مناسبة، فالتقاط السيلفي بحد ذاته اصبح من الأهمية نفسها للشرب والأكل.
نتيجة وجود السيلفي كان سبباً لانتشار الصور الشخصية سواء الجادة أم الطريفة في وسائل التواصل الاجتماعي، رغم وجود السيلفي منذ القدم إلا أن منذ حفل الأوسكار الأخير أصبح الهوس يجتاح العالم ولم يتوقع أحد أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة.
مرض
يصل تعلق البعض بالسيلفي إلى حد الهوس و الإدمان، مما جعل أطباء الأمراض النفسية يحذرون من وجود مؤشرات تدل على إضطراب نفسي وعقلي، و هو الأمر الذي أعلنته
رسمياً الرابطة الأمريكية للطب النفسي APA.
أطلقت الرابطة الأمريكية للطب النفسي على المرض اسم "Selfities" و قسمته إلى ثلاث مستويات: ضمن حدود، حاد، و مزمن، ليشكل الأخير الخطر الأكبر لكونه يمثل الرغبة
القهرية في أخذ صورة سيلفي و نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي أكثر من ست مرات في اليوم.
وقد يعاني بعض محبي السيلفي من إضطراب تشوه الجسم Body Dysmorphic Disorder الذي يكون واضحاً في بحثهم عن الصورة المثالية التي لا تظهر عيوبهم من بين صور السيلفي العديدة التي التقطوها لأنفسهم بعدة زوايا، رغم أن تلك العيوب التي يروها هم تكون غير ظاهرة للأخرين.
تؤدي الإصابة بإضطراب تشوه الجسم أو الـ Selfities إلى الإكتئاب، أو إلى عواقب وخيمة من مثل محاولة إيذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر الخارجي، و هنالك أبعاد أخرى تدل على الشعور بالنقص والفراغ في العلاقة الحميمية، و انعدام الثقة بالنفس.
وفي ما يتعلق بالطب النفسي، أعلنت الرابطة الأمريكية للطب النفسي (APA) رسمياً بأن السيلفي هو اضطراب عقلي، وقد جاء هذا التصنيف خلال مجلس APA السنوي لاجتماع المديرين في شيكاغو.
وعليه سمي هذا الاضطراب النفسي “ Selfitis “، وتعني الرغبة القهرية في التقاط صور للذات ونشرها عبر المواقع الاجتماعية كوسيلة للتعويض عن النقص والفراغ العاطفي في العلاقات، أو لعدم شعور المريض بالثقة بالنفس، وقسمت الرابطة الأمريكية للطب النفسي المرض على ثلاث مستويات، وهي:-
١- Selfities ضمن الحدود: وهو أن يلتقط المريض لنفسه بما لا يقل عن ثلاث مرات ولا ينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
٢- Selfities الحاد : يلتقط المريض لما لا يقل عن ثلاث مرات وينشرها عبر التواصل الاجتماعي.
وأخيراً Selfities المزمن: وهو الشخص الذي لا يستطيع أن يقاوم السيلفي ويلتقط الصور على مدار اليوم وينشرها بمعدل ست مرات في اليوم.
وللأسف يذكرون الأطباء النفسيين، بأن لا يوجد علاج للسيلفي، وأنما فقط من خلال العلاج المعرفي السلوكي
وبعيداً عن الإضطراب النفسي، قد تتسبب السيلفي في مرض من نوع أخر، و هو انتشار القمل بين الأطفال والمراهقين، على حسب وكالة حماية المستهلكين الروسية (روسبوتريبنادزور)، التي تنصح بوضع حد لهذه المسألة.
إزهاق النفس
إلتقاط صور السيلفي في كل مكان و زمان "هواية" انقلبت إلى تحدي، فقد يختار البعض إلتقاط سيلفي في أوقات غير مناسبة تصعب من مهمتهم مما يثبت الهوس الذي نحن بصدده.
أعلنت شرطة الشارقة في الإمارات وضع مخالفة مرورية تخالف كل من يلتقط سيلفي في أثناء القيادة، من بعد ان تبين أن معظم الحوادث الخطيرة على الطرق هي نتيجة الإنشغال بالهاتف الذي اقترن وبشدة بظاهرة السيلفي.
توعية
وبمكان ليس ببعيد، حذرت شرطة الشارقة في الإمارات، لسائقي السيارات بخطورة التقاط صور السيلفي أثناء القيادة، فقد تؤدي إلى فقدان الحياة، أو التسبب بحادث بليغ.
وقالت عبر تحقيق صحفي نشرته مجلة “الشرطة” بعنوان : “ لحظة التقاط صورة قد تؤدي بحياتك… السيلفي خطر يجب الوقوف عنده”.
وهدف التحقيق إلى توضيح خطورة السيلفي، باستضافة عدد من المختصين ومن أبرزهم الرائد عبد الرحمن خاطر مدير فرع التوعية والإعلام المروري في شرطة الشارقة، حيث أوضح أن الانشغال بالهاتف يعتبر السبب الرئيسي لمعظم الحوادث الخطيرة وخاصة بعد انتشار السيلفي، وأضاف أن قيمة مخالفة استخدام الهاتف بواسطة اليد أثناء القيادة تبلغ ( ٢٠٠ ) درهم، و٤ نقاط مرورية بحسب قانون السير والمرور في المادة (١٣٥)، كما نوه بأن عدد المخالفات منذ بداية العام وحتى الشهر الماضي بلغت ٨١٥٤، بمعدل زيادة ٩٠٣ مخالفة عن العام الماضي.
تحدي مع العالم
وفي موضوع آخر، يذكر أن هوس السيلفي أصاب شابًا يجري ومن خلفه الثيران! وبالتحديد حلبة هيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشهد تجمع هائل يصل إلى آلاف يستعدون للجري أمام عدد من الثيران، والتي تكون بعيده قريبه، بمعنى ليس ببعد بأن يكون الفرد بأمان، بمعنى أن الأمر قد يصل إلى إزهاق الروح من أجل صورة السيلفي.
ويؤكد كريسيتيان - وهو صاحب السيلفي بخلفية الثيران- :” أن هذه أخطر صورة سيلفي على الإطلاق”.
فالأمر لم يعد ألتقاط السيلفي بتمتع بأشعة الشمس، أو أمواج البحر، بل أصبح في تحدي مع العالم بالتقاط أفضل واشهر صور للسيلفي، مما يعيدنا إلى الاضطرابات النفسية، وهل حقاً السيلفي أصبح مرض معدي؟
وفي حلبة لمصارعة الثيران في هيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية، قرر شاب يدعى كريستيان إلتقاط سيلفي لنفسه أثناء جري الثيران الجامحة بصوبه، لتظهر معه في خلفية الصورة و تشكل أخطر سيلفي في العالم.
كل يوم تنتج شركات التكنولوجيا تقنيات أحدث لإلتقاط صور سيلفي أدق و أفضل و بأسهل الطرق الممكنة، و أصبح هنالك العديد من الملحقات التي يمكنك شراؤها للحصول على صورة سيلفي مميزة، نظن أنه قد حان الوقت أن نفكر عند تحسين السيلفي أن نفكر في كيفية التقليل من أضرارها أيضاً.
السيلفي رغم أن ضاهِرهُ متعة يتشارك بها الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا انه وُجب الحذر منه، فلم يعد للذكرى فقط ، أنما أصبح خطره كبير وصل إلى حد الإدمان والتشوهات الجسدية، وحوادث قد تسبب بمقتل عابري الطرق، إدمان يجب أن يعالج، أو يُسيطر عليه بطريقة أو أخرى.
ويجب توعية الأفراد بالأوقات الصحيحة لاستخدامه، حتى لا يقع الضرر على الناس أجمع، فلم يعد السيلفي مقتصراً على فئة بعينها، أو دولة بحد ذاتها، بل أصبح العالم أجمع ولا نستبعد رؤيته في الفضاء الخارجي أيضاً.
القمل في الرؤوس.
والطريف المبكي في الأمر قالت وكالة حماية المستهلكين الروسية “ روسبوتريبادزور “ :”إن السيلفي أحد أسباب انتشار القمل! “ ولا تتعجب من ذلك فإلصاق الرؤوس ببعضها يسهل انتقال الطفيليات من شخص لأخر بين الأطفال والمراهقين، رغم أن الأطفال الذين يعانون من القمل يجب أن يعزلوا حتى لا ينقلوها إلى رفاقهم.
![]() Screen Shot 2014-12-13 at 1.58.33 AM.png | ![]() Screen Shot 2014-12-13 at 1.58.23 AM.png | ![]() Screen Shot 2014-12-13 at 1.35.45 AM.png |
---|