
شائعات و أكاذيب مواقع التواصل الاجتماعي خطر يهدد المجتمع
تحقيق :ضحى العمر
يحدث يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من نشر الأخبار و الصور فكيف نستطيع التاكد من صحتها ؟!!
يجب علينا معرفة الأسباب و الدوافع وراء نشر الشائعات من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي .
طرحت العديد من الاستفسارات على عدد من أساتذة الكلية و كان لهم آراء متعددة .
قال أ.د. سعيد ناصيف رئيس قسم علم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية
هناك مجموعة من العوامل و الظروف تعد مسؤولة عن انتشار الشائعات في المجتمع ، تلك العوامل تتمثل في : عوامل تتعلق بشخصية الانسان الذي يروج للاشاعات نفسه ،وعوامل ترتبط بالظروف الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي يمر بها المجتمع في فترة ما .
ولا يوجد هناك مجالا واحدا للاشاعات ،وانما هي موجودة في كافة المجالات :الاقتصادية (مثل حالات الركود الاقتصادي أو الكساد).
و السياسية و كذلك الاجتماعية ،كما أنها غالبا ما ترتبط بسمات وخصائص الشخص نفسه الذي يروج للاشاعات، حيث تمثل بالنسبة له تحقيق اشباعات شخصية ،أو تجسيد للميول العدوانية فيه.
أو لأن البيئة الاسرية التي يعيش فيها ليست مستقرة اجتماعيا، و لا شك أن الاشاعات في كل الأحوال يترتب عليها الكثير من المشكلات، سواء بالنسبة للأشخاص أو للأسرة أو للمجتمع بصورة عامة .
كان لرأي الدكتور صلاح أهمية من الجانب النفسي فأجاب
اذا قصدنا بالاشاعة هي نشر أخبار أو موضوعات سواء كانت اجتماعية ،علمية ،أسرية أو غير ذلك بدون أن نتثبت من حقيقتها أو مصداقيتها، فربما يرجع الأمر من الناحية النفسية الى الآتي :
1- طبيعة الشخصية : من المعروف أن بعض أنماط الشخصية (وقد تكون شخصية انبساطية ) المتطرفة في الانبساط، قد تأخذ الكلمات و المعلومات بشكل سطحي دون وعي أو فهم لحقيقتها أو التثبت منها .
و اذا علمنا أن نمط هذه الشخصية هو نمط اجتماعي، و يكثر من التواصل الاجتماعي، ربما يكون مصدر من مصادر نقل الأخبار و الموضوعات بدون أن يثبت صحتها .
من الأسباب النفسية ربما تكون بعض الحيل الدفاعية التي يلجأ اليها الفرد من أجل التخفيف عن بعض الضغوطات التي يعاني منها، و من هذه الأساليب الاسقاطية، حيث يسقط الفرد ما يعاني من فشل أو احباط أو نحو ذلك على الآخرين، و يعزو أسباب هذا الفشل للآخرين مستخدما حيلة التبرير لكي يخفف الضغط النفسي .
مثال على ذلك :- المرأة التي تتعرض لحالة من عدم الاستقرار في الحياة الزوجية، لأسباب ربما تكون هي السبب الرئيسي فيها ،في هذه الحالة تلجأ الى اسقاط و تبرير ما تعانيه من اضطرابات في حياتها الأسرية ،الى نشر أن جميع الرجال ليسوا أكفاء أو أنهم لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه، بصفة التعميم و ربما تسهم بنشر هذه الأفكار .
2- اما من الناحية الاجتماعية : فمن المعروف أن المجتمع العربي مجتمع عاطفي، حيث تتحكم فيه العاطفة بشكل كبير ،و من المعلوم أنه كلما زادت العاطفة أو بمفهوم أوسع كلما زاد الانفعال قل التفكير ،في علاقة عكسية بين التفكير و الانفعال.
فعندما تقدم الموضوعات أو الأخبار و تحمل صبغة عاطفية، ربما تلقى آذانا صاغية، بدون أي نوع من أنواع التأمل و التفكير، و نشرها بين الناس.
فكثيرا ما تقرأ في بعض المواقع الالكترونية اكتشافات أو أنواع من العلاجات أو المساهمة في زيادة أرباح الأموال بدون أن ترجع الى أسس حقيقية أو مصادر موثوقة، مما يعني أن هذا الاسلوب ربما يسهم في نشر اشاعات مستثمرا هذا الجانب.
و من الناحية الجرافيكية حدثني دكتور خالد مصطفى أ.م. تصميم جرافيكي
أنصاف المتعلمين و المثقفين هم من لديهم الاستعداد لنشر المعلومات دون التأكد من مصداقيتها ، هم لا يملكون الوعي الكافي بالأضرار الناجمة عن نشر أي معلومة أو صورة دون التأكد من صحتها .
في مجتمعنا العربي تعتبر الوسائط المتعددة و التطور في برامج الصور مشكلة كبيرة، لأنها تفبرك الصور و تنشرها بشكل غير حقيقتها، بالتعديل عليها و حذف تفاصيل مهمة فتصل الى المشاهد بعكس حقيقتها .
الصورة بألف كلمة فتملك القدرة على أن تشكل قلق و هلع كبيرين .
و لا توجد ضمانات على أي شخص خارج المنزل فيمكن أن يظهر في أي صورة يلتقطها الأشخاص من حوله بقصد أو دون قصد و ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، و قد تسبب له مشكلة كبيرة .
يجب أن يكون هناك الوعي و الاحترام الكافي في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ،و عدم نشر الاشاعات بشكل عشوائي .
في زمن رسولنا الكريم محمد _عليه الصلاة و السلام _ كان يسب و يشتم من الكفار أو يكتب فيه الشعر ، لكن لم يصلنا شيء لأنه لم يكتب، و الآن يجب علينا عدم نشر أي خبر أو صورة دون التأكد من صحتها .
وأخيرا و برأي أهم ما يجب أن نفعله هو عدم التحدث بالشائعة أو اعادة نشر صور الشائعة في مواقع أخرى فهكذا نزيد من قراءها و تصبح على مستوى أكبر ، و نبدأ بأنفسنا بأن لا ننشر خبر دون التأكد من صحته .

