
ابنة معاق
اعداد : سميه أحمد
الخادمة تقول : بابا (نونو) "طفل" ما يعرف شي
صدمتني تلك العبارة لطفلة لم تبلغ من العمر الست سنوات بعد، نبرة صوتها تحمل الغضب والاستياء، شعرت بأنها تنتظر ردة فعل غاضبة مني، لأدافع عن والدها الذي تحبه بجنون ولا تستطلع التصرف بدونه.
هكذا هي ابنة ابيها، صغيرة السن متعلقة به، رغم ان والدها يشكو من اعاقة ذهنية الا انها لا تعلم معنى ذلك للآن، كل ما تراه فيه، انه الاب الذي يعمل جاهدا لتضحك هي، الاب الذي يكافح لتدخل المدرسة مع صديقاتها وتثبت بأنها "مجتهدة"، ولا تعلم بأنه يصنف من فئة الاحتياجات الخاصة وبأن مجهوده أكبر فقد ليستطيع ان يحتضنها هي ومطالبها بدون أن يظهر لها بأنه عاجز عن ذلك.
ذلك الأب المعاق! كما يقولون، لديه أم تبذل كل ما تستطيع حتى لا يلجأ لأحد ويعتمد على نفسه، معه دائما في كل وقت قد يحتاجها حتى لو كان صندوق من الطماطم لمنزله!
هي هكذا الام، تبذل دون مقابل
وهو هكذا لأبنته دون أن تعلم معنى معاق او من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو مازال يدرس من سنينه الاولى وحتى الآن رغم صعوبة المواد ويعيدها مرة تلو الاخرى ولكن لايزال يدرس سنة تتبعها آخرى، بحرص من والدته على أن الشهادة ستكون هي مفتاحه الخاص به.
قد يراه البعض بأن عقله مازال طفلاً ولكن ليس بعد الآن بعد وجود أبنته في حياته، يشعر بأحراج حين ينطق بعض الكلمات الخاطئة، ليضحك من حوله دون اهتمام، ولكن مازال كما هو لم يتغيير.
أين نحن منهم؟
تقول اوبرا وينفري: “بأن الانسان دائما يشعر بأنه لا أحد يسمعه او بأنه أقل من المستوى المطلوب ليحقق أمر ما، او انه غير جدير بالثقة” ، كانت هنا تتكلم عن الانسان السويَ، الذي لا يشكوا من بأس، فما بالك باشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
هل نحن في داخلنا تلك الانسانة التي تراهم بأنهم مجرد تكملة عدد، نستغل هدوئهم وعدم القدرة على الرد ليس لشيء فقط لضعف تصرفه وقلة حيلته وسرعه تصديقه للأمور، هل تصرفاتنا معهم مجرد تمثيل بأننا جيدون لنرضى انفسنا ونسكت صوت الضمير؟!
لنقف قليلاً ونرى اين نحن من ذلك كله! نمتلك قلب طيب ام ندعي ذلك، هل ستكون حياتهم افضل بدون تكبرنا لنضع انفسنا مكانهم لثواني فقط ونتصور حياتهم كيف هي ملامحها !