top of page
  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page

الحياة، امي!

 

إعداد : سميه أحمد

 

 

 

حياتي لا تقف ابداً اشعر بأن لا وقت لدي حتى للأكل، جئت ذلك اليوم من العمل للجامعه، لم اجد الوقت لأتناول فطوري، فذهبت لأحدى الزوايا اتناوله بهدوء قبل حضور الدكتور، واشعر بسعادة بالغة لأمتلاء معدتي وكأنني امتلك الدنيا في وقتها!

 

هكذا كان حالي ليس لدي الوقت لأي شي في حياتي، اسرع الخطى هنا وهناك لأنجز القليل من كل شي، وانجز لا شي من الكثير!

 

دخلت إلى القاعه، نظرت إلى احدى الفتيات لم اراها منذ اسبوع، ولكن لم انتبه لغيابها في الوقت نفسه، عددنا قليل جدا لا نتجاوز العشرين او ربما الخمسة عشر! ومع ذلك لا نعرف احد فقط يتداول بيننا السلام عليكم ومن ثم رد السلام، ولو ان الاسلام لم يحثنا على بدأ السلام عند الدخول على قوم، كان ذلك سيلغى من حساباتنا!

 

والدتها متوفية، هذا سبب غيابها، شعرت بأني قريبة منها ولكنني لست كذلك، ولاكن تذكرت والدي الي يشغلني التفكير به منذ الصباح، ربما لان احدى صديقاتي وجهت لي: ماهي الحياة في خمسة كلمات؟

 

فكان جوابي: أمي وابي ثم انتظرت قليلاً افكر 

 

ما هي الحياة؟! 

لم اجد إلا كلمات عابرة قد لا تعني لي الكثير ولكني كتبتها لأكمل العدد المطلوب، الحياة لا تقف! هكذا بدأت، وهي فعلاً كذلك حين كنت طفلة كانت تتراود إلى ذهني دائماً ماذا لو كان ابي موجوداً؟ وحتى حين كبرت ظل ذلك السؤال ماذا لو؟

هل ستختلف حياتي كما اتمنى ؟!

لكل شي حكمة هكذا تعلمنا، وحكمتي في الحياة هي أمي، لم اقف لأنظر إليها وانا مراهقة فقط كنت ابحث عن ابي الذي لم يكن موجوداً ليس بقصد ولكن بقضاء الله وقدره، كنت اراها بغياب القلب وجهل الواقع، وبأنها لا تعطي الكثير، كم كنت ساذجة لأعتقد يوماً بأنها لم تحبني ابداً، وهي تبذل نفسها وفقدت راحتها وصبرها من اجلي انا، رأيت ذلك متأخره بعد أن كبرت أنا واصبحت ارى جنتي التي هي امامي قد تعمدت إلا اراها! 

 

الحياة، امي!

وامي هي الحياة، ننشغل كثيراً بالحياة ولا نقف لنلقي السلام، بأسباب نراها نحن بأنها مقنعة ويراها الاخرون بأنها تافهة، فلا تجعل نفسك بين المقنع والتافه ويضيع منك ما هو أهم من ذلك. 

 

bottom of page